بقلم
آية وليد ، باحثة ماجستير في الآثار والفنون الإسلامية، مصرية.
دور
شجر الدر التاريخي بعد وفاة زوجها:
ولعبت
شجر الدر دوراً هاماً في تاريخ القاهرة بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين
أيوب في عام(674ه/ 1249م)، أثناء اشتباكه مع الفرنسيين على رأسهم لويس التاسع في
المنصورة، حيث أنها استطاعة بفطنتها وذكائها أن تُخفى خبر وفاته عن الجيش حتى لا
تختل ثقة الجيش حيث انه وفاة الحاكم يبث في نفوس الجنود الرعب والخوف والفزع من
الهزيمة، وأشاعت بين الجند أن حالته لا تسمح لأحد بمقابلته، وظلت تصدر المراسيم
السلطانية موقعة عليها ومقلدة خط سيدها، وفي ذلك الوقت أرسلت لأبنه توران شاه لكى
يأتي إلى مصر ليدير ساحة المعركة، وحملت جثة زوجها في مركب نيلية أوصلتها إلى
جزيرة الروضة حيث وضعتها في إحدى قاعات قلعتها وظل هناك إلى أن دفن في تربته
بالنحاسين، ويظهر أن علم الفرنسيون بوفاته فتقدموا إلى المنصورة فصدهم الجنود وعلى
رأسهم شجر الدر، وفي هذه الأثناء وصل توران شاه وانضم إلى الجيش وهزم الفرنسيين
وأثر لويس التاسع مع بعض قواده في دار ابن
لقمان بالمنصورة وهذه الدار لا زالت باقية تحكى جهاد مصر ضد الحروب الصليبية.
وعلى الرغم من حسن تدبير شجر الدر وإخلاصها وحفاظها على ملك الأيوبيين إلا أن توران شاه أخذ
يهددها ويطالب بمال أبيه الصالح نجم الدين وأساء معاملة رجال الدولة فاتفقوا على
قتله وطاردوه إلى أن مات جريحاً غريقاً.
وهي
أول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك، بعد وفاة المعظم توران شاه بن الصالح نجم
الدين أيوب، أجتمع أمراء المماليك البحرية
وأعيان الدولة وأهل المشورة بالدهليز السلطاني واتفقوا على إقامة شجر الدر أم
الخليل حكم مصر، وخُطب لها على منابر مصر، وسكت العملة باسمها، وكان من ألقابها
التي كان يدعو لها بها على المنابر: (المستعصمة، الصالحية، ملكة المسلمين، والدة
الملك المنصور خليل أمير المؤمنين، حافظة الستر الرفيع والحجاب المنيع).
نهاية
شجر الدر الملكة العظيمة راعية العمارة والفنون في القاهرة الايوبية:
وقد اغدقت شجر الدر الأموال على المماليك
البحرية؛ لإرضائهم بشتى الطرق كما اكتسبت رضاء الشعب، ولكنها أول أمراءه تتولى ملك
مصر، الامر الذي أثار غضب الخليفة العباسي المستنصر بالله أبو جعفر ببغداد، وأشار
عليها القضاء بالزواج من أحد أمراء المماليك على أن يتولى زوجها السلطة، وتزوجت من
المعز أيبك في سنة 684ه/ 1250م، وفي سنة 654ه/ 1256م فكر عز الدين بالزواج من أخرى
اخذتها الغيرة فدبرت قتله سنة 655ه/ 1257م، وابنه قبض عليها وسلمه على أمه فأمرت
جواريها بقتلها في 16 ربيع الاخر سنة 655ه فوجدت جثتها ملقاة تحت القلعة فحملت الى
تربتها ودفنت بها.
آثارها
وفنونها:
أولاً:
في ميدان الفنون:
· وصل إلينا طراز نقودها الفريد وهم: (دينار ذهبي محفوظ بالمتحف البريطاني بلندن، دينار آخر في إحدى المجموعات الخاصة بروما، وفلس في إحدى المجموعات الخاصة بالقاهرة، ومجموعة من الدراهم الفضية موزعة بين المتاحف العالمية والمجموعات الخاصة)
وجه دينار باسم شجر الدر.
ثانياً: في ميدان العمارة القاهرية:
·
أنشئت
ضريحين لازالا باقين في القاهرة حتى الآن هما:
1. ضريح الصالح نجم الدين أيوب زوجها
بالنحاسين أطلق عليه القبة الصالحية، وأقامت بها متحف يضم رايات السلطان وبقجته
وقوسه.
حلو اوي يا ايه اللهم بارك 🥰🥰🥰
ردحذفحببيتي❤️❤️❤️
ردحذفما شاء الله
ردحذف