الأربعاء، 17 مارس 2021

مطارق الأبواب في العصر الإسلامي

بقلم آية وليد، باحثة ماجستير في الآثار والفنون الإسلامية، مصرية.

لقد عنى الفنانون المسلمون بكل صغيرة وكبيرة في الفنون الإسلامية، والتحف التطبيقية، ولم تقف عناية الفنانين المسلمون على الأشياء الضخمة الكبيرة الواضحة الأهمية، بل امتدت إلى الأدوات الصغيرة والأشياء التي لا تسترعى انتباه الكثير ومن أمثلة ذلك: شبابيك القلل، صنابير الأباريق، قواعد الاواني، مطارق الأبواب، وغيرها.. مما يشهد على مدى تطور ورقى الذوق الفني والتقدم المدني والحضارة، أننا نقف أمام هذه الحضارة عاجزين عن مواكبتها وتقليدها، وكان هؤلاء يوظفون كل صغيرة وكبيرة لما يُساعدهم في حياتهم الشخصية واليومية بل وكانوا يهتمون بزخرفتها وزخرفة أجزائها ويبدعون في صناعتها.

وتلعب مطارق الأبواب دوراً هاماً في آداب دخول البيوت التي عنى المسلمون بإقرارها.

تعريف مطرقة الباب(مقرعة الباب):

المطرقة والجمع مطارق لغوياً، مشتقة من المصدر طرق أي ضرب، وهي أداة صغيرة من المعدن تشبك بالباب من الخارج بحيث يمكن تحريكها والقرع بها على قاعدة معدنية؛ لإحداث صوت يسمعه من بداخل المنزل فيفتح للطارق أن شاء،  وتسمى في اللغة المصرية الدارجة السماعة.


مقرعة باب على هيئة يد(كف)،عُرف في عصور متأخرة تشكيل المطرقة على هيئة قبضة يد، ورُبما كان تشكيل مقرعة الباب على هيئة يد ذات خمس أصابع يعنى دفع الحسد، وكان يستعمل الكف كتميمة ضد الحسن وعين السوء.

أسباب اهتمام الفنانون المسلمون بمطارق الأبواب:

ومن أسباب العناية عند المسلمون بمطارق الأبواب، أنها تُعدّ بمثابة عنوان البيت وما يكون عليه من حسن وجمال، وما يتمتع به أهله من ذوق فني أو من ثراء ورخاء.

وقد حظيت مطارق الأبواب بعناية واهتمام عند صُناع المعادن لا سيما صناع المعادن في القاهرة، فاهتموا بتجميلها وتحسينها عن طريق التشكيل الجميل، والزخرفة بالرسوم البارزة والمحفورة والمفرغة، كما أهتموا بمتانتها حتى تتحمل القرع والطرق، لا سيما وأن البعض كان يُلح في الطرق حتى يؤذن له.

 وكان يُراعى في تشكيل مطرقة الباب أن تكون متلائمة مع شكل الباب نفسه وحلياته وزخارفه، فمثلاً في حالة كسوة الباب بحليات برونزية مستمدة من الاشكال النباتية أو الهندسية كانت مطرقة الباب تُشكلّ حسب الأسلوب نفسه.

 ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بمجموعة من المطارق البرونزية تنسب للعصر المملوكي، ويلاحظ أن بعض هذه المطارق قد شُكل على نمط حليات الأبواب التي كان مُشبكاً بها.


مطرقة على هيئة التنين، محفوظة بمتحف الفن الاسلامي ببرلين، ترجع للعصر الزنكي، وكان يعتقد أن التنين يدرأ الشر.


وقد كان بعض ملاك البيوت من أمراء المماليك يحرصون على أن يثبتوا على مطارق أبوابهم شعارتهم وأسمائهم على نمط ما كان متبعاً في العصر المملوكي من إثبات شعارتهم وأسمائهم على العمائر والثياب وكافة الآدوات، ويحتفظ متحف الفن الاسلامي بالقاهرة بمطرقة باب تحتوى على شعار الكأس، وهو رنك الشرابدار(الساقي) كان يتخذه الآمراء الذين كانوا يشغلون وظيفة الساقي.  

هناك تعليقان (2):

كل شئ يأتي بالمران يا سيدي

بقلم/ آية وليد حامد باحث دكتوراة تعالوا معانا🤭❤️ نحكيلكم حكاية 👇لها مغزي وقصة طريفة وهادفة😊🥰، كان فيه في يوم من الايام حاكم🧔 فارسي...