بقلم
آية وليد، باحثة ماجستير في الآثار والفنون الإسلامية، مصرية.
هذا الأبريق
عُثر عليه بمصر ويُعرف باسم إبريق مروان بن محمد الذي حكم في الفترة ما بين(127ـ
132ه/ 744ـ 750م)، وهذا الأبريق يجسد حقبة تاريخية مهمة من حقب التاريخ الإسلامي شهدت
انتهاء خلافة بنى أمية، وقيام خلافة بنى العباس، وهو في الوقت نفسه اثر ملموس يُنسب
إلى مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أُمية في شرق العالم الإسلامي، ويُذكرنا بالنهاية
الأليمة التي انتهي إليها هذا الخليفة المكافح والتي عقبتها نهاية الدولة الأُموية.
كما أن هذا الأبريق يبعث امام أعيننا صور حية
لأحداث مهمة فيها عظة وعبرة، وهذه الاحداث منها فأنه قد ساءت الأحوال في أواخر
العد الأُموي بسبب الفتن والخلافات المذهبية والعنصرية وفساد الحكم، وقد وصل الحال
غاية التدهور في عهد "مروان بن محمد" وبذل هذا الخليفة مجهوداً كبيراً
استحق من أجله لقب "الحمار" الذي أطلق عليه إشادة بصبره ومثابرته وجلده
في محاربة الأعداء، وقُتل مروان بن محمد 27 ذي الحجة عام 132ه على يد العباسيين،
وبموته كُتبت نهاية الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية على الساحة، ودُفن مروان
بن محمد في مقبرة في أبو صير يقال أنها هي التي عُثر في أنقاضها على هذا الأبريق
البرونزي الذي يُنسب له.
مكان
الحفظ: متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وهو من أبرز وأهم مقتنيات المتحف.
الأبعاد:
ارتفاعه 41سم، وقطره 28.
المادة
الخام: البرونز.
رقم
السجل:(9281)
التأريخ:
حوالى 2ه/ 8م.
العصر:
الأُموي
الوصف
العام:
يتألف
الأبريق من بدن منتفخ متكور يرتكز في أسفله على قاعدة مناسبة، ويخرج من أعلاه رقبة
اسطوانية الشكل تنتهى بفوهة مخرمة، وللأبريق مقبض فخم وصنبور جميل.
زخارف
الابريق:
يتسم الابريق بجلالة الشكل، وجمال النسب،
والتناسق التام بين أجزائه، وأهم ما يلفت النظر في هذا الابريق هو صنبوره المميز
المشكل على هيئة ديك يصيح وقد نفض ريشه، ورفع ذيله، ومط رقبته، وفرع عُرفه، والمنظر
العام للإبريق يتسم بقوة التعبير والحيوية وإظهار الحركة، بل أنه من فرط تعبيره
يكاد يوهمنا بأننا نوشك أن نسمع صوته.
ويخرج من بدن الأبريق مقبض لا يقل جمال عن
صنبوره، وزخرف على هيئة نباتية.
شكل الصنبور على هيئة الديك
وظيفة
الإبريق:
وإبريق
مروان بن محمد ذو صلة وثيقة بفرائض الإسلام التي تتعلق باستعمال الماء لاسيما
الوضوء، وربما كان صنبوره الذي يخرج منه على هيئة ديك يصيح والذي يصب منه الماء
للوضوء يرمز إلى آذان الصباح حينما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وينبثق
نور النهار من ظلام الليل وعندئذ يقوم المسلمون من نومهم ويشرعون في الوضوء تهيؤا
للصلاة، والوقوف بين يدى الله، وهذا الوقت الذي يصيح فيه الديك.
العثور
على الأبريق:
عُثر
عليه أثناء بعض الحفائر الأثرية في الفيوم ب "أبو صير الملق" في أنقاض
مقبرة يقال أنها كانت مدفن الخليفة الأموي، مروان بن محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق