الاثنين، 15 مارس 2021

خوند بركة أم السلطان شعبان صاحبة مدرسة أم السلطان شعبان(سلسلة شخصيات تاريخية)

 

بقلم آية وليد حامد، باحثة ماجستير في الآثار والفنون الإسلامية، مصرية.

أصل اسم خوند:

لفظ خوند لفظ فارسي، عرفته كذلك اللغة التركية، وأصله "خداوند"، وقد يرد معرباً فتلحق به أداة التعريف "ال"  أو تضاف إليه تاء التأنيث في حالة استعماله كمؤنث، وقد استعمل هذا اللقب كثيراً في عصر المماليك، وورد في بعض النقوش التي وصلت إلينا من العصر المملوكي.  

حجتها التي أُطلق عليها سنة أم السلطان:

وفي سنة 770ه خرجت خوند بركة إلى أم السلطان شعبان إلى الحج، وقد اصحبت معها في هذه الحجة مائة مملوك من المماليك السلطانية أرباب الوظائف، وعلى محفتها العصائب السلطانية والكئوسات تدق معها، ولما عادت سنة 771ه من الأراضي الحجازية خرج السلطان شعبان ابنها بعساكره إلى لقائها، وقد تحدث الناس كما ذكر المقريزي عن هذه الحجة عدة سنين حتى سميت السنة التي خرجت فيها خوند بركة للحجاز بسنة "أم السلطان".

 كما ذكر المقريزي عن أم السلطان ويقول: فلما أقيم ابنها في مملكة مصر عظم شأنها، وتزوجت بالأمير الكبير الجاى اليوسفى، وبها طال واستطال، وقد حدث ما عكر صفو العلاقات بينه وبين السلطان شعبان وذلك بعد وفاتها، من أجل ميراثه وجرت بذلك فتن ووقائع انتهت بموت الجاى اليوسفى، وخلفه في منصب الاتابكية منجك اليوسفى.

وتوفت خوند بركة في 28 ذي القعدة سنة 774ه، في أوائل الكهولة وكانت خيرة عفيفة، لها بر كثير ومعروف، وأسف ابنها السلطان على فقدها ووجد وجداً كبيراً لكثرة حبه لها.

ودفنت خوند بركة في القبة البحرية الملحقة بمدرستها التي أمرت بأنشائها في سنة 770ه.   


مدخل خوند بركة عدسة أستاذ حمتدة الطيار.

مدرستها الشهيرة بأم السلطان شعبان:

الموقع:

شارع باب الوزير بالدرب الاحمر بالقاهرة، وكان موضعها قديماً مقبرة لأهل القاهرة على حد قول المقريزي.

المنشئ وتاريخ الأنشاء(هل المدرسة تخص خوند بركة أم أبنها السلطان شعبان؟):

كثير من الباحثين يذكر أن المدرسة التي أنشائها السلطان شعبان لنفسه وأنها ليست لأمه، خاصة أن كثير من المؤرخين يذكر أن السلطان شعبان دفن في بالقبة القبلية بتلك المدرسة، كما أن النصوص الانشائية تحمل ألقاب سلطان الوقت ابنها السلطان شعبان، ولكن هذه المدرسة شيدتها خوند بركة ويؤيد ذلك روايات المؤرخين التي تجمع بأن أمه هي المنشئة، كما أنها حينما أنشئت القيسارية التي كانت بالدرب الأصفر بالجمالية كتبت عليها اسمه، وكل من ترجم له من المؤرخين لم يدخل تلك المنشئات ضمن اعماله المعمارية، بل ذكرت ضمن أعمال والدته، ويؤيد ذلك الأى أيضاً وجود وثيقة خاصة بخوند بركة مؤرخة بعام 25 ذو القعدة سنة 771ه محفوظة بدفتر خانه محكمة شبرا تحت رقم(27 محفظة رقم 7) مذكور بها المدرسة وما أقامته ام السلطان من منشأت وعمائر أخرى وما أوقفته عليه من أوقاف.

شُيَدّت المدرسة سنة احدى وسبعين وسبعمائه، وعملت بها خوند بركة درساً للشافعية ودرساً للحنفية، وقيل للمذاهب الأربعة، وحضوراً في كل يوم للصوفية، ومكتباً للأيتام وحوضاً وسبيلاً.(المقريزي، الخطط(ص 398ـ 399)، بدائع الزهور الجزء الأول(ص 227)ـ، على مبارك الخطط ج2، ص103، 104).

التكوين المعماري للمدرسة:

تتكون من صحن أوسط مكشوف، وأربعة أواوين، أكبر هذه الايوانات أيوان  القبلة والمقابل له، ويحف هذا الايوان مدفنان.


التحف المنقولة التي تبقت من المدرسة:

·       كرسي خشب محفوظ بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة يحمل رقم(449).

·       صندوق مصحف محفوظ بمتحف الإسلامي بالقاهرة يحمل رقم(452).

·       وصل إلينا تحف زجاجية هي: ثلاث مشكاوات، إناء زجاجي كروى الشكل أيضا بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

أن ما تركته لنا هذه السيدة الجليلة من مخلفات فنية خير شاهد على ما أولته المرأة في العصر المملوكي من عناية بالفن وأصحابه.

             

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل شئ يأتي بالمران يا سيدي

بقلم/ آية وليد حامد باحث دكتوراة تعالوا معانا🤭❤️ نحكيلكم حكاية 👇لها مغزي وقصة طريفة وهادفة😊🥰، كان فيه في يوم من الايام حاكم🧔 فارسي...