بقلم: آية وليد حامد، باحثة ماجستير.
1ـ يعتبر
الحاكم بأمر الله من الشخصيات التي حار المؤرخون في تقديرها والحكم عليها وذلك
لتصرفاته المتناقضة وأوامره المتعارضة ألا أنني في وجهة نظري أن هذه الأوامر كانت
لأهداف معينة كما سنوضح فيما بعد، كما اتهمه المؤرخون بالجنون أو الشذوذ ونفي
بعضهم عنه ذلك، كما اتهمه بعض المؤرخون بالكفر، وجنون العظمة، ونفي ذلك ابن خلدون.
2ـ هو
أول إمام فاطمي ولد في أرض النيل بالقاهرة المعزيّة في الثالث والعشرين من شهر
ربيع الأول من سنة 375ه/ 985م.
3ـ كانت
مدة خلافته خمسة وعشرون سنة وشهر.
4ـ اعتق
الحاكم سائر مماليكه من الاناث والذكور وحررهم لوجه الله تعالى وملكهم أمر نفوسهم.
5ـ ولم
يكن شغله الشاغل امتلاء خزائنه بل كان يفرقها على الفقراء والمساكين.
6ـ كما
أخذ من والدته وأخته وخواصه من النساء أملاكهن وعقارهن، مثلما فعل عمر بن عبد
العزيز الذي جعل زوجته تترك جواهرها لبيت مال المسلمين.
7ـ تمتعت
مصر في عهد الحاكم بأمر الله برخاء اقتصادي أدى إلى ترف ورفاهية وبالتالي أدى ذلك
إلى ظهور الفوضى الاجتماعية، لذلك أراد الحاكم القضاء على هذه الفوضى، وإقرار
الآداب العامة ومكارم الأخلاق.
8ـ وضع
الحاكم بأمر الله حداً لشرب الخمر لذلك؛ منع استيراد الذبيب أو بيعه، كما أمر كل
فرد إلا يشترى أربعة أرطال عنب في كل مرة، وأمر بإتلاف أشجار الكروم، وكان يقيم
الحد على من يشربها سراً.
9ـ أمر
الحاكم ألا يصطاد الصيادون سمكاً بغير قشر حرصاً على الثروة السمكية في البلاد.
10ـ كما
منع ذبح البقر إلا في عيد الأضحى حفاظاً على الثروة الحيوانية في البلاد كما تلجأ
الحكومات الحديثة لهذه الإجراءات.
11ـ كما
نظم الحاكم دخول الحمامات التي انتشرن في مدن الإسلام لعلاقتها بالوضوء، ولكنها في
زمن الحاكم تحولت إلى مواخير؛ لذلك منع الحاكم دخول الناس إليها عرايا بدون مئزر ومنع
اختلاط الرجال والنساء فيها، ولم يكن الحاكم أول من فعل ذلك بل وضع الفقهاء من قبل
قيوداً لدخول الحمامات ونظموها.
12ـ كما
منع الناس من الجلوس على المقاهي والحوانيت ليشربوا فيها الخمر، كما منع خروجهم
للصحراء للرقص والغناء كعادتهم.
13ـ كما
منع لعب الشطرنج حيث أنه كان شديد الرغبة في أن يبعد شعبه عن اللهو ويعودوا للعمل
النافع وهذه العقلية سبقت عصرها.
14ـ كمت
منع الحاكم خروج النساء ليلاً صيانة لهم، ومنعهم من كشف وجوهن وراء الجنائز، وخروج
النائحات بالطبل والزمر على الميت، ولما لم يرتدعن أصدر أوامره بمنعهن من الخروج
نهائياً وظل منعهن إلى وقت خلافة الظاهر، وهذا المنع لم يكن كلياً بل كانت المراءة
تخرج للضرورة .
15ـ ولم
يكن الحاكم شريراً أو شاذاً في كل أطواره، وأنه مال إلى التقشف والزهد في حياته
العامة والخاصة.
16ـ منع
الناس من ذكر عبارة سيدنا ومولانا في المكاتبات الواردة إليه وحتم عليهم أن يلقبوه
بأمير المؤمنين.
17ـ كما
أمر بالا يقبل أحد الأرض له ولا يقبل يديه.
18ـ كما
منع ضرب الطبول والأبواق حول القصر الفاطمي.
19ـ ونهى
عن إقامة الزينات في طريقه إلى المصلى الذي أقامه بجبل المقطم.
20ـ وصار
يخرج للصلاة في أبسط المظاهر.
21ـ كما
أولى الحاكم اهتمامه بالقضاء وتطهيره من الرشوة، وطار العابثين بالأمن.
22ـ كما
كان الحاكم زاهداً في أموال الدولة رغم ما تكدس له منها من أموال وتحف.
23ـ وبالنسبة
لمقتله فقد اختلف المؤرخون حول مقتله فذكر بعضهم أن أخته ست الملك هي التي أوزعت
بقتله، وقيل أن شخص من بنى حسين أقر بقتله
للحاكم.
24ـ أما عن آثاره المعمارية فله جامع شهير عُرف باسمه يقع بشار المعز وأطلق عليه الجامع الأنور، وعُرف بجامع الخطبة.